mardi 15 novembre 2011

الثقافة اليهودية المغربية بالأمس واليوم في كندا


عقدت ندوة في 6/11/2011 بكندا مونتريال حول موضوع "حيوية الثقافة اليهودية المغربية بالأمس واليوم", وتنعقد هده الندوة كجزء من الاحتفالات بالذكرى الخمسين لإقامة علاقات دبلوماسية بين كندا والمغرب كما تندرج في إطار سلسلة لقاءات تمهيدية لـ"مهرجان اليهود الشرقيين 2011 بمونتريال" .

وقد استمر البرنامج على مدى أربع أيام من خلاله قدمت نظرة على التراث الفكري الغني والثقافة اليهودية المغربية من خلال مجموعة محاضرات لأساتذة ومفكرين, أبرزهم رئيس الأصدقاء الكنديين للتحالف اليهودي العالمي، رالف بنعطار، ورئيس فدرالية اليهود الشرقيين بكندا، مويز عمسالم، ورئيس معهد الثقافة اليهودية الشرقية، جودا كاستييل بحضور جمهور من المسئولين وأعضاء من الجالية اليهودية المغربية وأساتذة جامعيين وأكاديميين.

و حول موضوع "اليهود في المغرب.. ثلاثة آلاف سنة من التاريخ". تمحورت المحاضرة الافتتاحية لهذه الندوة، التي ألقاها دافيد بنسوسان، أستاذ العلوم بجامعة كيبيك، الرئيس السابق لجالية اليهود الشرقيين بكيبيك, قدم خلالها الأستاذ دافيد بنسوسان، بانوراما خلابة عن تاريخ اليهود في المغرب من العصور القديمة إلى يومنا هذا ، مع التركيز بشكل خاص على مستقبل العلاقات بين اليهود في المغرب مع بلدهم الأصلي ، وكذلك علاقتهم مع المكون العربي الأمازيغي للمغرب, كما أبرز أن المملكة المغربية هي "البلد العربي والإسلامي الوحيد الذي أشار في الدستور وبشكل واضح، للثقافة اليهودية كرافد من روافد الهوية الثقافية للمغرب، مشيرا إلى أنه ينبغي أخذ ذلك بعين الاعتبار "لأنه عمل متميز جدا".

ولدافيد بنسوسان عدة مؤلفات منها )ابن موغادور( و)عرس يهودي في موغادور(, ومؤلفه الجديد "رسم الملك سليمان"، الذي يقدم تفاصيل عن تاريخ اليهود بالمغرب وقد كانت فرصة لتقديمه خلال ندوة الافتتاح.

وبنفس المناسبة أبرز القنصل العام للمغرب بمونتريال النضال المتميز الذي خاضه الراحل الملك محمد الخامس من أجل اليهود المغاربة تحت عهد الحماية و الذين أضحوا مواطنين بشكل كامل سنة 1956 باعتبارهم "اولاد البلاد"، مشيرا إلى أن الدستور المغربي الجديد يكرس في ديباجته ثراء وتنوع المكونات الروحية والثقافية للمغرب, كما دعا إلى العمل سويا من أجل إشعاع الثقافة المغربية العريقة، التي ارتكزت على الود واحترام الاختلاف.

ووجهت سفير المغرب بكندا نزهة بن شقرون رسالة للمشاركين في هده التظاهرة أبرزت فيها أن اليهود المغاربة، كانوا على الدوام يحظون بالرعاية من طرف جميع ملوك الدولة العلوية, وبكامل حقوقهم كإخوانهم المسلمين، مبرزة أن المغرب فخور بتراثه اليهودي، وبكونه أرض تعايش فيها المسلمون واليهود، منذ قرون، في جو يميزه الود والاطمئنان, كما دعت سفيرة المغرب إلى الحفاظ على التراث اليهودي المغربي، مشيرة إلى أن التحولات التي يعرفها المغرب تستدعي مساهمة جميع مكونات المجتمع المغربي بمن فيهم المواطنين المغاربة المقيمين في الخارج.

ويعتبر مهرجان اليهود الشرقيين، الذي سينظم ما بين 12 و17 نونبر الجاري بكندا، حدثا ثقافيا وفنيا سيساهم في تسليط الضوء على ثراء وحيوية وتنوع الثقافة اليهودية، وكذا إبراز التراث الفكري لليهود المغاربة من خلال التعريف بكتابهم ومفكريهم من خلال سلسلة من المؤتمرات والمناقشات والأفلام والمعارض مع ضيوف من داخل كندا وخارجها, وسيعرف المهرجان عروض فنية منها من سيجمع بين فنانين من الديانات الثلاث اليهودية و الإسلامية والمسيحية كديفيد لسري ووأنور برادة والاب برنار باسيت و عرض موسيقي للفنانة كاتيا مقدسي-وارين من وحي الموسيقى الشرقية والفلكلور اللبناني في إطار من التسامح بين الديانات.

كما ستناقش محاضرة حول ثورات بالعالم العربي والإسلامي والآفاق المستقبلية لعملية السلام الاسرائيلة الفلسطينية سيشارك فيها ثلة من الأساتدة المختصين بقضايا اسرائيل والسياسية في الشرق الأوسط, دلفيد شملا رئيس حركة ’’السلام الان’’ بفرنسا وا يمانويل نافون وهو أستاذ في جامعة تل أبيب والمغربي عبد الاله بنيس أستاذ مدير الدراسات الدبلوماسية بجامعة لندن.

وأبرز المشاركون من جانبهم في هذه التظاهرة, أن اليهود المغاربة ما زالوا متمسكين بهويتهم الثقافية، وبأصولهم وتقاليدهم المغربية، و يتناقلونها من جيل إلى آخر موضحين أن قرابة الثلاثة آلاف يهودي يعيشون حاليا في المغرب متمسكين بهويتهم الثقافية والدينية, وأنهم اسطاعوا أن يحافظوا على تراثهم وتقاليدهم وتمكنوا، خلال العقود الأخيرة من تكريس ممارسة عاداتهم وتقاليدهم في كافة بقاع العالم, و لم يعتبروا أنفسهم أبدا "جماعة منعزلة"، بل يشكل أفرادها "جماعة مؤصلة تحرس الإرث الثقافي والحضاري لليهودية المغربية الشاهدة على القيم والثقافات، والتعايش السلمي مما يثبت أن الأصل في علاقات المسلمين بغيرهم هو السلم والمسامحة.

و تظل المملكة المغربية من البلدان العربية الإسلامية القليلة التي يعيش فيها السكان اليهود بشكل عادي اد تقاسمت الأقلية اليهودية والأغلبية المسلمة على الدوام نفس اللغة والثقافة وخاصة الشعبية منها, وهدا ما جعل من اليهود المغاربة يتميزون بخصوصية أنهم ظلوا متمسكين بمغربيتهم وحافظوا على هذه الهوية لدى الأجيال الجديدة, يحصل كل هدا في عالم يتواجه فيه العرب واليهود، منقسمين بعمق بفعل الصراع الإسرائيلي العربي .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire