هجمات 11 سبتمبر الإرهابية يوم تغير فيه العالم إلى الأبد, ما زلت أتذكر دلك اليوم عندما كنت خارج البيت وعند عودتي رأيت المشهد على التلفزيون تتناقله وسائل الإعلام كان المشهد يومها غريبا فضيعا ومفاجئا, لم أتصور وقتها وبسبب هدا الهجوم الإرهابي الذي أدى بحياة حوالي ثلاثة آلاف من البشر من كل الجنسيات والأعراق والأديان انه سيسبب هوة عميقة بين الشرق والغرب و أني سأكتب يوما تدوينات ومقالات من أجل أن أشرح للآخر من غير المسلمين أن دين الإسلام ورسالته ليس هو ما شاهدتموه خلال هدا الحادث الذي تسبب في ألم وحزن كل إنسان شاهده أو عايشه أو فقد من خلاله قريبا أو عزيزا.
خلال العشر سنوات التي تلت هجمات 11/9 عرف العالم عدة هجمات إرهابية في مختلف بلدان العالم وعلى رأسها البلدان الإسلامية نفسها وتشير المعلومات أن عددا كبيرا من الأشخاص ضحايا هده الهجمات هم من المسلمين, وبالتالي يمكننا أن نستنتج أن التطرف الديني والإرهاب لا يمكن أن نربطه بعرق آو جنسية أو دين معين فالتطرف ظاهرة ليست مرتبطة بمكان أو زمان معين لأنها تتغير وتتلون ولها أكثر من بعد وأكثر من هدف, كما أن الاعتداءات الإرهابية يمكن أن يكون أي كيان أو شخص ضحية لها باختلاف جنسه و ديانته.
إن بعض التصرفات والأفكار الهدامة التي تنسب لبعض الأفراد أو الجماعات المنتسبة للإسلام ليس من العدل أن نحمل وزرها إلى كل المسلمين ولا إلى دين الإسلام عامة , لدا وجب على جميع المسلمين تنشيط فقه الحوار مع الآخر كما يجب على الغرب تغيير منهجية الخطاب مع المسلمين عبر مختلف الوسائل خاصة الإعلام منها لما له من تأثير كبير على إيصال الكلمة والصورة ويبقى المجال الموازي من حيث الأهمية هو التأطير التربوي على ثقافة السلم وتحقيق المزيد من التعاون وتبادل التجارب الناجحة, وهدا مما لا شك فيه سيخلق مبادرة للحوار ومناخا ايجابيا للتفاعل البناء سيعود بالإيجاب على الأجيال الحالية والقادمة أيضا.
لقد صادفت الذكرى العاشرة لأحداث 11/9 الربيع العربي الذي قاده شباب عربي حوالي تسعين بالمائة منه هم مسلمون رأيناهم جميعا كيف خرجوا من المحيط إلى الخليج في مظاهرات سلمية من اجل المطالبة بالكرامة والحرية والعدالة وكانت أهم مطالب هؤلاء الشباب الحرية وعلى رأسها حرية المعتقد والدين والكثير منهم وصل إلى حد المطالبة بدولة علمانية, وهدا لم يكن ليحدث لولا وجود خلفية سلمية عند هؤلاء الشباب المثقف والمعتدل في دينه, لان أساس الديانات السماوية الاعتدال, والتاريخ والخطاب الإسلامي به أكثر من مثال لنبد العنف والتخريب والقتل, بالمقابل الحث على إشاعة روح الرفق والعدل ونشرها بين مختلف أطياف المجتمع دون التفرقة بينهم سواء بسبب العرق أو الجنس أو الدين يقول الرسول عليه الصلاة والسلام "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ" (1)